مدخل :
لو كنتا ناكر للهوى زيك كنت غفرت ليك
كل العذاب العشته فى حبك وكل حقى عليك
لكنى عايش للهوى وكل يوم اترجا فيك
ورينى كيف أغفر وانت شقاى سببته بيديك
حاولت اخدع نفسي يا ظالم واهجر حبى ليك
حاولت امنع نفسى منك وتانى ما امشى واجيك
ورحلت عنك وعن ديارى وهدمت كل امل لديك
وبرضى ما قادر لما اسيبك لما انساك بشتهيك....
.... ها هو المغني الاكثر بوحاً و الاعمق جرحاً ... يصر دوماً علي ان يكون لنا بمثابة بوصلة وطوق نجاة .
يأخذ بايدينا الي برّ الامان من بحر عاتي الامواج ، متداخل ، عميق ، ساحر ، غامض ، قوي ، جبار ليقودنا الي ذاك الشط الحاني ذو الرمال الذهبية النقية حبيباتها كما البلور لننعم علي شاطئ ريئتيه بجلسة حانية ملؤها الإلفة و المودة !!
هل كانت صدفة ان تكون زوجة ( عركي ) شاعرة و شاعرة متفردة !!!
هل كانت صدفة ان يكون صديق عمره ( الشاعر : هاشم صديق ) الصديق الهاش الباش !!!
هل كانت صدفة عبقريته في اختيار النصوص والتعامل مع الالحان والمفردة ودوزنة النغم !!!
تري ما تلك الالفة والعلاقات المتفردة التي تجمع المبدعين والمميزين في بلدي !!
حينها تكون التجربة اعمق واصدق وامتن.
بشتهيك ....
مع كل دفقاتى الحنينة
وكل دمعة شوق سجينة ...
تهاتى بيك روحى الحزينة
واشقى لما تهاتى بيك...
ورينى كيف اغفر
وانت هدمت كل آمالى فيك ...
الاغنية التي سكب فيها الشاعر المتفرد : ( عوض احمد خليفة ) شئ من ذاتيته !!!
بعضاً من عبقريته وهو من اميز الذين حقنوا الاغنية السودانية بدماء واشعار قمة في الرقي والهمس الشجي !!!
تري اي حالة تلبست هذا الشاعر وهو يدون هذه الاغنية الرمز !!!
انا شخصياً ومنذ سمعت هذه الاغنية اتخيل انه بعد ان خطّ هذه المدونة اصيب بحمي وسعال شديد !!
(( لست ادري من اين اتاني هذه التصور )) .
ولكنا ننسي شعرائنا مبدعونا ولا نعرف عنهم الا القليل ..
تطويهم ذاكرتنا ونجني في حقهم ونقتلهم احياء !!
من يكتب بهذا العمق وبلج الي منجم الكلمات بداخل كل إنسان فينا ويستفز ذاكرته ويخرج هذه الدرر هو بلا شك انسان مبدع ومتفرد !!!
من يحيل النكران في الحب الي ايقونة وسيمفونية وتغني هو بلا شك شاعر متفرد !!
وهو ليس استخفافاً بالالم او الهجر ولكنها قراءة للحالة النفسية للمحب و محاولة مواجهة الامر و التعايش معه .
ما كنتا قايل أنا يوم بلاقى الحب ولا بكشف دروبو
ولا قلبى من شدة إباهو تقدر بتقدر الأشواق تذيبو
لكن غرامك حبه حبه صالاهو بنارو ولهيبو
وسرقت قلبى يا حبيبى تانى كيف منك اجيبو
انت يا ناكر غرامو قلبى ما بتسمع كلامو
وبدون سبب يرضيك خصامو لوعة العشاق تصيبو
تنسانى يا ظالم وقلبى معاك مفتكرك حبيبو..
... وهاهي ( عفاف الصادق ) نصفه الآخر التي تشاركه قلبه وبيته وفنه ونبضه ،،، بل وتشاركه في اعماله ايضاً و ترفد تجربته بالمفردة القوية المجنحة ليحيلها ذاك المغني الماهر الذي عرك الفن والإبداع يحيل النص الي جسد متحرك ومتحرر ومؤثر !!
... تري كيف يكون شكل البيت حينما يكون كل سكانه من الفنانين المرهفين !!!؟؟؟
الزوج : مغني وفنان كبير .
الزوجة : شاعرة مرهفة .
الابناء : عازفين !!
لابد انها ورشة وصومعة ترفد لنا الدرر و اللآلي و الجمال .
.... هذه اغنية لا تحيلها التفاصيل و الشرح الا غموضاً ، لانها من النوع الذي يحس ويشعر بها الشخص وهي تلج الي اعماقه بلا اسئذان بلا مدقمات بلا وسائط كانها انسام كانها رشة عطر فاحت !!!
و هي بمثابة دعوة للمحبين و لناكري الهوي للوقوف و لو لبرهة وجيزة مع النفس ومساءلتها !!!
!!!
الكتابة عن ( عركي ) قاتلة كحبه !!