شهد وسط الخرطوم وعلى إمتداد الشوارع المؤدية إليه أمس، إختناقاً مرورياً حاداً، وإضطر القادمون من أم درمان وأحياء جنوب وشرق الخرطوم، إلى ترك المركبات والسير لمسافات طويلة للوصول إلى مقار عملهم، وذلك بسبب قرارات محلية الخرطوم الأخيرة بترحيل جميع مواقف المواصلات من وسط الخرطوم إلى حي «جاكسون» وإستاد الخرطوم..
وظهرت بوادر الإختناق أمس الأول «الجمعة» في بعض طرق الخرطوم، حيث أجرت السلطات تعديلات جوهرية في مسار المواصلات، لتتحول الأزمة إلى غرب وجنوب الخرطوم، إذ توقفت حركة المرور تماماً في طريق الطابية، وظلت السيارات «معلقة» في الكوبري الطائر قرب جامعة السودان لأكثر من ثلاث ساعات.
ويقول محمد عبدالرحمن - سائق حافلة تعمل في خط الخرطوم - الحاج يوسف، إن التغييرات في المواقف أدت إلى إرتباك في الطرق، وأضاعت زمن المواطنين بسبب بعد مكان المواقف الجديدة من أماكن العمل، حيث أكثرية المؤسسات والشركات تقع في المنطقة الواقعة شمال شارع الجمهورية، ودعا إلى ضرورة إيجاد حل جذري للأزمة التي انتقلت من شارع القصر إلى شارع السيد عبد الرحمن والطابية، وذكر أن المواقف الجديدة لم تكن مهيأة بالصورة المطلوبة لدخول وخروج الحافلات.
وعبر عدد من المواطنين عن استيائهم الشديد، وقالت سحر مبروك إنها إضطرت للنزول من الحافلة قرب قاعة الصداقة بعد أن ظلت بداخلها لأكثر من ساعة دون أن يجد السائق مدخلاً إلى داخل المدينة بسبب الإختناق المروري، فيما ذكر الطيب مجدي الطالب بكلية الصيدلة جامعة الخرطوم أنه تأخر من زمن محاضرته بالكلية، رغم أنه نزل من الحافلة وسار لمسافة بعيدة، ودعا إلى إيجاد حل للإختناقات.
وإعتبر المهندس أيمن فضل المولى تحويل المواقف من وسط الخرطوم إلى مكانها الجديد بأنه «ظاهرياً» جيد، لكن تطبيق القرار والتخطيط له كان في «غاية السوء».. داعياً سلطات المحلية بوضع خطة تخدم المواطن أولاً وتخفف المعاناة.
وتلاحظ أن أعداداً كبيرةً من المواطنين ساروا على الأقدام، خاصة القادمين من أم درمان وأحياء جنوب وشرق الخرطوم.